ما زالت الأحاديث بعد أسبوع من الكشف رسميًا عن آيفون إكس iPhone X جارية حول المنطقة الصغيرة الموجودة في مُنتصف شاشة ذلك الهاتف، المنطقة التي تحتوي على كاميرا أمامية بمُستشعرات قدراتها عالية بالنسبة للهواتف الذكية.
وللتذكير فقط، يُمكن لتلك الكاميرا والمُستشعرات الموجودة إلى جانبها التعرّف على وجه المُستخدم مع إمكانية رصد حركته وتحويلها لبيانات رقمية لإنشاء وجوه تعبيرية ثلاثية الأبعاد تتحرّك بالتوافق مع كلام وحركة المُستخدم. وأخيرًا، يُمكن للمستشعرات رصد نظر المُستخدم إلى الشاشة من عدمه، وهذا أمر يعني أنها على دراية باتجاه العيون.
أما من الناحية التقنية فتلك المنطقة في آيفون إكس تحتوي على كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وعلى وحدة لإضاءة الوجه تُعرف باسم Flood Illuminator، إضافة إلى مُستشعر التقريب وآخر لاستشعار الضوء المُحيط. ولا يجب نسيان مُكبّر الصوت، والمايكروفون، والكاميرا الأمامية بدقّة 7 ميغابيكسل، وأخيرًا وليس آخرًا عارض مصفوفة نُقطيّة Dot Projector.
وباختصار شديد، فإن آلية التعرّف على الوجه تبدأ من العارض الذي يقوم بعرض مصفوفة (لوحة) مؤلّفة من نقاط مُتراصّة وكأنها شبكة كبيرة لا تُرى بالعين المُجرّدة، لتقوم فيما بعد الكاميرا التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء برصد أي خلل في تلك المصفوفة، وهو خلل يحدث عند وجود وجه لتقوم بقياس أبعاد النقاط عن بعضها البعض بعد الخلل للبدء في رسم معالم الوجه وتضاريسه، وهذا بالاعتماد كذلك على وحدة التعرّف على الوجه.
بأخذ تلك المكوّنات الموجودة في وحدة التصوير الأمامية وبمقارنتها مع جهاز كينكت من مايكروسوفت يُمكن رصد شيء هام جدًا، وهو أنها تقريبًا نفس الوحدات على اختلاف الحجم والتقنيات بكل تأكيد. وتفسير هذا الأمر منطقي جدًا، كون الجيل الأول من كينكت تم عبر شركة PrimeSense، التي طورت تقنية عرض نقاط لا تُرى بالعين المُجرّدة وانتظار أي شيء لتحريك تلك النقاط لرصده عبر مُستشعر بالأشعة تحت الحمراء.
وفي 2013 قامت آبل بالاستحواذ على شركة PrimeSense بعدما قرّرت مايكروسوفت تطوير الجيل الثاني من كينكت بنفسها، لتظهر نماذج مُختلفة من نفس الفكرة عبر إنتل وتقنية RealSense، وغوغل ومشروع تانغو لأجهزة الواقع المُعزّز.
الفرق بين كينكت وكاميرا آيفون إكس تكمن في حجم المُستشعرات الأصغر أولًا، والذي يُركّز على وجه المُستخدم فقط وقادر على رسم 30 ألف نقطة غير مرئية لتحديد تفاصيل الوجه بدقّة كبيرة جدًا. ويكمن ثانيًا في الخوارزميات والتطبيقات التي طُوّرت للاستفادة من تلك البيانات، فالحصول على تفاصيل 30 ألف نقطة سمح لآبل بإنشاء وجوه تعبيرية مُتحرّكة أكّد أكثر من مصدر دقّتها الكبيرة أثناء تجربة الجهاز الجديد.