أخبار

كيف تساعد التكنولوجيا المهاجرين واللاجئين في بناء حياتهم؟

يحتفل العالم باليوم الدولي للمهاجرين، وهو يوم للاعتراف بأهمية مساهمة المهاجرين في مجتمعاتهم الجديدة مع تسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها.

قالت أليدا، وهي بوروندية تعيش في جنوب إفريقيا منذ ما يقرب من 6 سنوات: “لقد بدأ ابني البالغ من العمر 5 سنوات يسألني عن سبب وجودي دائما على الكمبيوتر وما أفعله”.

وأضافت قائلة: “أنا أعمل مهندسة بيانات متدربة لدى شركة تكنولوجيا مقرها في كولومبيا، وبسبب الاختلاف الكبير في التوقيت أنا مشغولة للغاية من فترة ما بعد الظهر إلى منتصف الليل تقريبا، يومي طويل مع طفلين دون سن الخامسة وأقوم بالعمل عن بعد”.

وبينما تحاول أن توازن بدقة بين العائلة والوظيفة، تشعر أليدا بالامتنان للفرصة التي تشعر أنها ستفتح المزيد من الآفاق في مسيرتها المهنية في المستقبل.

في السنوات الأخيرة، اقترح بعض رواد الأعمال الاجتماعيين استخدام التكنولوجيا لتمكين المهاجرين والنازحين، سواء في تعليمهم مهارات تكنولوجيا المعلومات لمساعدتهم في العثور على عمل أو في منحهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت والمنصات الرقمية.

وعلى مدى العقد الماضي، دعت الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان إلى توفير إدارة ودعم أفضل للمهاجرين.

وقامت المنظمة الدولية للهجرة مؤخرا بتذكير السلطات العامة وصانعي السياسات بضمان عدم ترك المهاجرين وراء الركب في العالم الذي يتجه بشكل متزايد إلى العصر الرقمي حيث ينبغي عليهم “تعزيز الوصول الرقمي ومحو الأمية الرقمية لجميع المهاجرين”.

لقد استغرقت أليدا بعض الوقت للعثور على وظيفة أقرب إلى تطلعاتها. وتقول:”لقد كنت مربية أطفال ثم جليسة أطفال منذ أن جئت إلى هنا في عام 2017″.

لم يكن في خطتها أبدا أن تكون مربية. ولدت أليدا ونشأت في بوروندي، وكانت قد أنهت لتوها دراستها الجامعية في مجال تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال في عام 2015 عندما أطلق الرئيس بيير نكورونزيزا ترشيحه لولاية ثالثة في منصبه.

“كانت رحلة شاقة”

تقول أليدا:”كنت بين المتظاهرين وقد عبرنا عن اعتراضنا ورأينا علنا، أطلقت الشرطة النار علينا، فهربنا حفاظا على حياتنا، وعندما علمت أنني في قائمة المطلوبين لدى الشرطة لم أستطع العودة إلى المنزل وقررت الفرار”.

في رحلة الهروب، تنقلت أليدا بين 8 أماكن في تنزانيا وزامبيا قبل وصولها إلى بريتوريا بجنوب إفريقيا.

بريطانيا تستقبل أكثر من نصف مليون مهاجر خلال ستة أشهر

ما قصة أبناء المهاجرين الذين يطالبون سويسرا بالاعتذار؟

وتقول: “لقد كانت رحلة شاقة، ما زلت لا أريد التحدث عنها كثيرا، كانت مؤلمة. لكن الحمد لله لقد نجحت في تجاوزها، لكنني لن أنصح الفتيات بمغادرة أسرهن أو وطنهن، فسوف تعانين كثيرا وستصبحن مهددات بالاغتصاب والاتجار بالبشر”.

في وقت من الأوقات، فقدت الاتصال بأسرتها لمدة 3 سنوات. الآن عاد تواصلهم ببعضهم البعض، لكن بعضهم لا يزال في مخيم للاجئين.

وتقول أليدا: “في البداية، سافرت من بريتوريا إلى كيب تاون للعمل كمربية أطفال، ثم درست دورة رعاية الأطفال عبر الإنترنت، وحصلت على شهادة ، وأصبحت مربية مؤهلة، ولكن بعد 3 سنوات، أردت العودة إلى تكنولوجيا المعلومات ومواصلة دراستي في هذا المجال”.

لم تنجح طلباتها العديدة للالتحاق بالجامعات. ثم اكتشفت من مجموعة في واتسآب برنامج تدريب على تكنولوجيا المعلومات نظمته “نأمل”، وهي مؤسسة اجتماعية شاركت في تأسيسها الباحثة البريطانية المقيمة في الإمارات لورين تشارلز. وقد تقدمت أليدا بطلب، وخضعت للتقييم ، وتم اختيارها.

وتعمل مؤسسة “نأمل” على تسهيل العمل عن بعد في الاقتصاد الرقمي للنازحين.

وتشرح لورين تشارلز قائلة: “نأمل كلمة عربية، تُرجمت بشكل فضفاض على أنها نحن نأمل”.

وتقول: “كانت اهتماماتي تتركز على تعليم اللاجئين وسبل عيشهم، ثم حصلت على فرصة للقيام بمشروع في عام 2016 حول الأردن وتركيا. كانت توصيتي من هذا البحث هي لماذا لا نعيد التفكير في مفهوم التوظيف بهدف تسهيل وصول اللاجئين إلى العمل عن بعد”

وتعتبر العديد من الحكومات منح اللاجئين حق العمل سياسة مثيرة للجدل إلى حد كبير.

لكن لورين تشارلز تعتقد أن “فرصة العمل عن بعد يمكن أن توفر للكثيرين، ولا سيما اللاجئين والنازحين وغيرهم من الفئات الضعيفة فرصة لاستعادة الاستقلال الاقتصادي”.

المصدر : BBC

إغلاق