ابتكاراتسلايد 1

عالم التقنية يزور مقر هواوي في الصين مع وفد إعلامي سعودي

خاض موقع عالم التقنية مع وفد إعلامي سعودي تجربة زيارة مقر شركة هواوي الرئيسية في شنزن الصينية، وذلك ضمن جولة هدفت للاطلاع عن قرب على أبرز ما وصلت إليه الشركة من ابتكارات تقنية وحلول في عدد من المجالات؛ أهمها شبكات الجيل الخامس، تقنيات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية التي من المتوقع أن تساهم في تغيير شكل الأعمال والمؤسسات والأفراد مع عالم رقمي مليء بالتنوع.

وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الصين واعتماد اللغة الصينية في مناهج التعليم السعودية، لزيادة فرص نقل الثقافة والمعرفة.

واشتملت الزيارة على جولات ميدانية لمختلف أقسام المقر الرئيسي للشركة الصينية، وقد ناقش الوفد الإعلامي السعودي مع مديري وخبراء الشركة الدور الحيوي الذي يمكن تلعبه بتقنياتها الحديثة لا سيما بدفع عجلة التحول الرقمي في المملكة. وكذلك الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في مجال بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة بالتوافق مع رؤية 2030. كما تمكن الوفد الإعلامي من الحصول على فرصة لزيارة مختبرات هواوي ومراكز أبحاثها المتطورة لمناقشة دور التقنيات المستقبلية في تطوير مختلف الصناعات في المملكة.

واطلع الوفد السعودي على رؤية هواوي بما يتعلق ببناء تقنيات الجيل الخامس وتطويرها، حيث تعتبر أهم رواد هذه التقنية في العالم. وقد بدأت منذ 2009 بالاستثمار في المجال مع تمويل وصل 600 مليون دولار أمريكي. وسبق أن أسست الشركة 11 مركزًا للأبحاث في تقنيات الجيل الخامس حول العالم، وتعاونت مع أكثر من 30 شركة اتصالات مختلفة بهدف تطوير التقنية. كما افتتحت الشركة مختبرات هواوي اللاسلكية للاستكشاف (Wireless X Labs) للبحث في آفاق تطبيقات الجيل الخامس. واستطاعت الشركة تحقيق نجاح هائل في هذا المجال مع إعلانها مؤخرًا عن شحن 40,000 محطة رئيسية لشبكات الجيل الخامس مع شركات الاتصالات التي تعاونت معها حول العالم.

يأتي ذلك بالتماشي مع حرص المملكة على ريادة شبكات الجيل الخامس، وقد أكد معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس عبدالله بن عامر السواحه، خلال كلمة ألقاها مؤخرًا: “المملكة العربية السعودية تٌعتبر من الدول السباقة في إطلاق شبكة الجيل الخامس بعد نجاحها في إطلاق أول المواقع الحية للمرة الأولى على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، الأمر الذي يعكس مدى التطور الكبير الذي حققه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لدعم مسيرة التحول الرقمي المنشود في المملكة.” وأوضح معاليه أن المملكة تخطو خطوات حثيثة نحو التشغيل التجاري لخدمة الجيل الخامس خلال العام الحالي 2019، وتتطلع بأن تكون الأولى في دول المنطقة والسباقة بتفعيل هذه التقنية من خلال تنفيذ العديد من المبادرات التي تُعنى بتوفير شبكة الجيل الخامس، للاستفادة المبكرة من مكتسباتها وفتح المجال على مصراعيه أمام العديد من التقنيات المتقدمة التي تعتمد عليها مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، والروبوتات، والمدن الذكية، وغيرها من التقنيات المستقبلية الحديثة. كما توقع معاليه بأن تسهم شبكة الجيل الخامس بحلول عام 2030 في ضخ أكثر من 8 مليارات دولار كإيرادات في سوق الاتصالات، وأكثر من 19 مليار دولار في الناتج المحلي، وخلق نحو 20 ألف وظيفة جديدة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. كما يتوقع أن تسهم شبكة الجيل الخامس في دعم 45 مليون جهاز جديد من أجهزة انترنت الأشياء، مما يخلق سوقًا تتجاوز قيمته 12 مليار دولار بحلول العام 2030.

وعلق دينيس زهانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “هواوي” السعودية على زيارة الوفد الإعلامي لمقر شركته الرئيسي في الصين، بقوله: “يسعدنا استضافة الوفد الإعلامي من المملكة في الصين لأننا نرى في الإعلام شريكًا مهمًا على مستوى تسليط الضوء على الدور الهام التي تضطلع به صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث نبذل في ‘هواوي’ قصارى جهودنا لنساهم في تأسيس النظام الإيكولوجي الشامل والرقمي في المملكة بما يتوافق مع الأهداف الحكومية الواردة في برنامج التحوّل الوطني 2020 والرؤية السعودية 2030. ونود أن نشكر الوفد السعودي لقبوله دعوتنا وزيارة مقرنا وإعطائنا الفرصة ليكونوا أول من يطلع على أحدث الحلول والتقنيات التي توفرها الشركة حاليًا وتسهم في دفع عجلة التحوّل الرقمي التي تعتبر اليوم أحد أهم التوجهات التي ستساهم في تحقيق أهداف التنمية في المملكة على مدار السنوات المقبلة”.

وأكمل دينيس: “نبذل في هواوي قصارى جهودنا لخدمة رقمنة أهم الصناعات والقطاعات في المملكة، والعمل على إدخال التحسينات والابتكارات بشكل متواصل في كل مرحلة من مراحل التحوّل الرقمي بالاستفادة من فهمنا المعمق لاحتياجات العملاء التي اكتسبناها من أعمالنا في أكثر من 170 دولة حول العالم، والاستثمارات الهائلة التي تضخها الشركة في مجال البحث والتطوير لخدمة تقديم مزيد من الابتكارات وأنتجت حتى اليوم براءات الاختراع تجاوزت 74 ألف براءة اختراع مسجلة تم وضعها في خدمة البشرية. وسنواصل العمل لإطلاق منصات رقمية مفتوحة ومرنة وآمنة بالتعاون مع شركائنا لتأسيس النظام الإيكولوجي الشامل والمستدام القائم على التعاون والنجاح المشترك بما يمكننا من بناء مملكة رقمية ذكية وربطها بعالم أكثر تواصلاً وذكاءً”.

وتمكن الوفد السعودي من لقاء خبراء هواوي ومناقشتهم حول تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تعتبر الثورة الجديدة في العالم الرقمي وستكون من أهم أعمدة دفع مزيدًا من الابتكارات في مختلف القطاعات. وعلى عكس السائد، فإن الشركة الصينية تتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في توفير المزيد من الوظائف لكن بشرط التخطيط السليم للاستفادة منها وتعويض الوظائف التقليدية التي ستساهم في اختزالها.

ووصل الوفد السعودي خلال معرض زيارته إلى مركز هواوي للتدريب والمعروف باسم “جامعة هواوي” واطلع على منشآت المكان الذي تدرب فيه العديد من موظفي الهيئات الحكومية حول العالم وكذلك الطلاب من مختلف مؤسسات الاتصالات والجامعات. وتقول هواوي أنه لعبت دورًا فاعلًا في تطوير النظام الإيكولوجي الشامل لتنمية المواهب المحلية في المملكة العربية السعودية من خلال إطلاق عدد من المبادرات وتنفيذها على مر السنوات الماضية. وتحدثت في بيانها “تهدف هذه المبادرات إلى تجهيز جيل المستقبل بكل ما يحتاجه إليه من مهارات لقيادة مسيرة تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية، حيث قامت “هواوي” بالتعاون مع الهيئات الحكومية السعودية والجامعات والمؤسسات والشركاء للعمل على صقل مواهب ورفع كفاءات وخبرات جيل الشباب السعودي الواعد في مجال تقنية المعلومات والاتصالات لتجهيزهم لقيادة عملية التحول الرقمي والمساهمة بدور فاعل في تحقيق الرؤية السعودية 2030. وهذا ما شجع “هواوي” على تنفيذ استراتيجية تطوير النظام الإيكولوجي الشامل لتنمية المواهب في تقنية المعلومات والاتصالات بالمملكة وإطلاق أول مبادراتها وهو برنامج ” خطوة” الذي يستهدف تدريب وتنمية المواهب السعودية وصقل مهاراتها وتمكينها للعمل على بناء مجتمع سعودي أكثر تواصلًا وذكاءً. وتتضمن مبادرة “خطوة” أربعة برامج منها برنامج “قادة المستقبل” و”أكاديميات هواوي” وبرنامج “بذورٌ من أجل المستقبل” و”مسابقة تقنية المعلومات والاتصالات” بالتعاون مع الجامعات والكليات في المملكة.”

كانت هواوي قد تعاونت مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للعام الرابع على التوالي على إطلاق برنامج “بذورٌ من أجل المستقبل” في المملكة، حيث ساهمت نسخة هذا العام من البرنامج في استقطاب مشاريع عديدة من مختلف الجامعات واختيار أبرز الجامعات ممن تمتلك المؤهلات المناسبة. وقد حظي الفائزين بفرصة السفر إلى المقر العالمي لشركة “هواوي”، حيث أتيحت للطلاب فرصة التدريب الميداني واكتساب الخبرات تحت إشراف ومتابعة مكثفة من قبل أهم الرؤساء التنفيذيين في الشركة. ومنذ إطلاق البرنامج في العام 2015 استفاد منه 71 طالبًا في السعودية تم ابتعاثهم لدورات تدريبية مكثفة ومتقدمة في مقر الشركة بالصين.

كما قامت الشركة بمبادرة “مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات” والتي جاءت ضمن التعاون الوثيق بينها وبين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وتمت المسابقة بمساهمة من كلية الاتصالات والمعلومات وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى جانب جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن والسفارة الصينية في السعودية. واشترك أكثر من 1900 طالبًا وطالبة في هذه المسابقة التي أتاحت فرصة المشاركة لأكثر من 30 جامعة في مختلف أرجاء السعودية. وفي النهاية، نجح 6 طلاب من 6 جامعات وكليات مختلفة في الوصول إلى مرحلة التصفيات النهائية العالمية.

بجانب ذلك، أبرمت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات شراكة مع هواوي قامت بموجبها بالإعلان عن إطلاق أول مختبر لتقنية “إنترنت الأشياء” في السعودية ومنح تمويل بقيمة مليون دولار أمريكي لتمكين رواد الأعمال السعوديين. ويأتي الإعلان عن هذه الشراكة بعد توقيع مذكرة تفاهم بين “هواوي” والوزارة بهدف تزويد المملكة بمجموعة منوعة من البرامج التدريبية على مدار السنوات الثلاث المقبلة. وكجزء من مذكرة التفاهم هذه، سيشارك 1500 طالبًا سعوديًا في البرامج التدريبية التي تطلقها “هواوي” من العام 2018 وحتى العام 2020 لتنمية مهاراتهم في تقنية المعلومات والاتصالات.

يُذكر أن هواوي افتتحت أول فروعها في المملكة عام 2002، وخلال 17 عامًا استطاعت دفع عجلة التطور التقني في المملكة وجسدت تعاون كبير مع الحكومة السعودية لتطوير مختلف المجالات. وساهمت الشركة في قيادة عملية إطلاق شبكات الاتصالات ودعم شركائها مشغلي الاتصالات لتوفير خدمات وصلت لأكثر من ثلثي الشعب السعودي، حيث تعمل في توفير خدماتها لأكثر من 14 وزارة حكومية وعدد كبير من الهيئات والمؤسسات من القطاعين العام والخاص، وتحتل المرتبة الثانية في سوق الهواتف الذكية في المملكة. وسبق لها أن نفذت العديد من المشاريع المبتكرة والمتقدمة الأولى من نوعها على مستوى العالم في السعودية ومنها مدينة ينبع الصناعية الذكية التي وفرت الركيزة الأساسية لعملية التحوّل في السعودية ونموذجاً يُقتدى به في عالم المدن الصناعية الذكية. وبفضل سجل هواوي المتنوع من الحلول والمنتجات، تقدم اليوم مدينة ينبع الصناعية العديد من المزايا التي تضعها في صدارة المدن الذكية.

إغلاق