بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على طرح آخر طرز هواتف «آي فون»، وعلى رأسها «إكس إس ماكس»، بدأت ظاهرة مثيرة للجدل بالانتشار بين مستخدمي «آي فون» القدامى الراغبين في الانتقال من طرز «آي فون 8» وما قبله، وهي ظاهرة «المزايا الخلافية» أو المواصفات الموجودة في الهاتف الجديد، حيث يعتبرها البعض إضافات مهمة تبرر الانتقال، بينما يرفضها البعض الآخر ويختلف حول وجودها، لكون الطرز القديمة تتعامل معها بصورة أفضل، ومن ثم فهي تقود المستخدم إلى حالة من حالات «الدفع بلا استفادة»، كما وصفها محللون.
وقدم محللو موقع «بيزنس إنسايدر» قائمة تضم ستاً من «المزايا الخلافية» التي يتمحور حولها الجدل بين مستخدمي «آي فون» القدامى، والتي جاءت كما يلي:
الشاشة
انتقلت الشاشة في «آي فون إكس إس ماكس» إلى تقنية «أو إل إي دي»، وهي تقنية لم تكن موجودة أصلاً أو مستخدمة بالطرز القديمة من هواتف «آي فون»، حيث كانت الشاشات المستخدمة معها مصنعة بتقنية «إل سي دي»، وكان التحسن يطرأ على مستوى الدقة والوضوح من طراز لآخر، لكن «إكس إس ماكس» انتقل لتقنية مختلفة، تجعل اللون الأسود أكثر سواداً، والأبيض أكثر بياضاً مما كان معتاداً فى شاشة «إل سي دي»، ولذلك فالجدل يتركز حول فكرة الانتقال من «إل سي دي» إلى «أو إل إي دي»، وليس فقط قدرات الشاشة ودقتها.
الحجم والوزن
إذا كانت التقنية التي تعمل بها الشاشة نقطة يمكن احتواؤها، فإن قضية الحجم والوزن تبدو مثاراً لخلاف أعمق، إذ إن هواتف «آي فون» كانت مثالاً للمضي قدماً وبسرعة في ما يخص تخفيف حجم ووزن الهاتف من طراز لآخر، وهذا مسار حظي بقبول واسع النطاق، بل وقدم إلهاماً لشركات أخرى، لكن طراز «إكس إس ماكس» تخلى عن هذا المسار، وعاد من جديد للقبول بفكرة الوزن الثقيل والحجم الكبير. ومن هنا ثار الخلاف حول مزايا الوزن والمقاس الجديد، مقابل مزايا الوزن والمقاس السابق، وتحول الى خلاف حول فكرة لا مواصفات، ومن ثم فإن من اعتاد على هاتف «آي فون» صغير خفيف الوزن بات الطراز الجديد بمثابة صدمة بالنسبة له، وأمراً يرفضه كفكرة.
الكاميرا
في الطرز القديمة من «آي فون»، كان لديك هاتف مزود بكاميرا ملحقة به تلتقط صوراً تحقق هذا الغرض أو ذاك، ويظل الهاتف هو الفكرة المسيطرة على الجهاز، لكن في «آي فون إكس إس ماكس»، سيطرت الكاميرا على الهاتف، وصارت جزءاً ينافسه في الوظيفة، فالكاميرا تقترب من كونها شخصية مستقلة تنتج صوراً احترافية على نحو غير مسبوق، ومن ثم يتضاءل أمامها الهاتف كفكرة رئيسة للجهاز ككل، وهنا ثار الخلاف: في أي شيء ندفع؟ في كاميرا تنافس الهاتف بلا مبرر، أم هاتف مزود بكاميرا تحقق أغراضاً مقبولة بسعر أقل؟
نظام التأمين
اعتاد الكثير من مستخدمي هواتف «آي فون» القديمة على نظم التأمين القائمة على تحديد الهوية باللمس عبر بصمات الأصابع وغيرها، ورأوا أنها كافية وعملية ومقنعة، لكن في «آي فون إكس إس ماكس» انتقل كلياً الى نظام التعرف الى الوجوه، القائم على برنامج يتعرف الى الوجه المسجل سلفاً بالهاتف لإلغاء قفل الهاتف باستخدام مسح سريع لوجه المستخدم.
وكانت هذه نقلة مختلفة تماماً عن نظام التعرف الى الهوية باللمس القديم، حيث إن البعض وجده غير مقبول، بينما البعض الآخر وجده بطيئاً نوعاً ما، لكن الخلاف تركز ايضاً على «الفكرة»، وهي هل تقبل بتأمين هاتفك عبر بصمة إصبع أم بصمة وجه؟
زر الصفحة الرئيسة
شكّل اختفاء مفتاح الصفحة الرئيسة أحد مجالات «المزايا الخلافية»، إذ إن النقاش يتعلق بالقبول بفكرة وجود مفتاح رئيس أم لا، لأن وجوده يعني استخداماً سريعاً من الوهلة الاولى للهاتف، اعتماداً على خبرة متراكمة من الطرز القديمة المتوالية، لكن إلغاءه يتطلب إعادة تعلم كيفية استخدام «آي فون» عقب شرائه، خصوصاً مع نظام الايماءات. وفي البداية يكون الوصول الى اشياء مركز التحكم أو لقطة شاشة أو غيرها أمراً صعباً ومربكاً، وهنا بات مفتاح التحكم الرئيس كفكرة في مواجهة صريحة مع نظام الإيماءات كفكرة بديلة، حيث إن البعض يقبل بإحداهما ويرفض الاخرى بصورة مبدئية، بغض النظر عن القدرات الأدائية لكل منهما.
التصميم
يرتبط التصميم بقضية الوزن والحجم، فالطرز القديمة، مثل «آي فون إس 6»، تحتوي على جسم من الألمنيوم، خفيف الوزن أنيق التصميم، لكن «إكس إس ماكس» هاتف من الزجاج بالكامل، ذو حواف مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، أثقل وزناً، وذو تصميم مختلف كلياً، وما بين الالمنيوم الخفيف الأقل جمالاً، والزجاج الثقيل الأكثر روعة نشأت نقطة من نقاط «المزايا الخلافية» المثيرة للجدل بين مستخدمي هواتف «آي فون» القديمة.
«المزايا الخلافية»
نقلت مواقع تقنية كبرى، رصدت ظاهرة «المزايا الخلافية»، عن محللين قولهم إن «المزايا الخلافية» ربما حدثت مع منتجات إلكترونية عدة، لكنها أكثر وضوحاً واتساعاً في حالة هاتف «آي فون إكس إس ماكس» الجديد، موضحين أن الجدل فيها لا يتركز حول الفروق التقنية والعملية وخبرة الاستخدام، وغيرها من أوجه المقارنة بين الجديد والقديم، وإنما حول فكرة وجود المزايا من الأصل، وهذا أمر مختلف كثيراً عما كان سائداً لدى مستخدمي هواتف «آي فون» خلال السنوات القليلة الماضية، إذ كان الأمر يتعلق بالفروق التي يحملها الطراز الجديد من تحديث لوظائف كانت موجودة سلفاً في الطراز القديم، مثلما حدث عند الحديث عن الفروق بين خصائص ومزايا «آي فون إس 5» و«آي فون إس 6»، وكان الأمر وقتها يتعلق بالتصميم والكاميرا وعمر البطارية، لكن هذه المرة يتركز الجدل حول مزايا مختلفة نوعياً بين الطرز القديمة والجديدة.