تكشفت، أخيراً، بعض ملامح السباق نحو الهواتف الذكية المتوافقة مع شبكات الجيل الخامس للمحمول، حيث أفادت تسريبات عن القطبين الكبيرين في صناعة الهواتف الذكية، شركتا «سامسونغ» و«أبل»، بأن لديهما خططاً مختلفة لخوض هذا السباق خلال العام المقبل، حيث اختارت «سامسونغ» التبكير في طرح هواتفها العاملة مع شبكات الجيل الخامس مطلع العام الجديد، أو على الأقل خلال النصف الأول منه، فيما اختارت «أبل» التمهل والتأجيل، وإطلاق أول هواتفها العاملة بالجيل الخامس إلى عام 2020، وعلى الأرجح في النصف الثاني من العام، مع موعد الطرح السنوي المعتاد لهواتفها الجديدة، الذي يتم غالباً في أكتوبر.
وجاءت تلك التسريبات والتكهنات في العديد من التقارير الإخبارية الصادرة أخيراً، أهمها تقرير نشره قسم التقنية في موقع وكالة «بلومبرغ».
قفزة واضحة
وأجمعت التقارير على أن شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية تراهن على طرح طراز واحد على الأقل من الهواتف الذكية المتوافقة مع الجيل الخامس مطلع عام 2019، كمحاولة للفوز بالسباق، وأن تكون صاحبة «إثبات المفهوم»، أو تقديم هاتف يثبت صلاحية الهواتف الذكية للعمل مع الجيل الخامس على أرض الواقع، وليس نظرياً أو تجريبياً، فضلاً عن الفوز بـ«القطفة الأولى» من الأرباح المتوقعة لتلك النوعية من الهواتف، علاوة على تحقيق قفزة واضحة على شركة «أبل» الأميركية.
لكن التقارير أشارت إلى أن «سامسونغ» تخاطر في ذلك بالعديد من النقاط، منها عدم وصول معايير العمل على شبكات الجيل الخامس إلى مرحلة النضج الكاملة، وكذلك الحال مع معايير قياس الكفاءة والتشغيل الخاصة بكل من الهاتف نفسه والشبكة المتصل بها.
تحالف
وذكرت التقارير أن «سامسونغ» تتحالف مع كل من شركة «فيريزون» مشغلاً لشبكات المحمول، وشركة «كوالكوم» مصنّعاً للمعالجات الدقيقة للهواتف الذكية، إضافة إلى شركات محمول صينية، لافتة إلى أن الفريق يسعى إلى تقديم أول هاتف ذكي يعمل بالجيل الخامس في قمة «كوالكوم للتقنية» التي ستعقد مطلع العام المقبل.
وبحسب ما أورده محللو موقع «سي نت نيوز» فإن هذا التحالف يوفر لـ«سامسونغ» ما وصفوه بـ«قفزة الضفدع» في سباقها مع «أبل»، ومن ثم ستتوافر لها فرصة جني الأرباح الأولى للتشغيل، متوقعين أنها ستتفوق في هذا السباق بطراز من الهواتف الذكية يمثل «نقطة النهاية»، من حيث الكفاءة والمواصفات والأسعار أيضاً، وهو ما سيجعل الجهاز أقرب إلى «قطعة عرض» خلال الأشهر الأولى من ظهوره، أو جهاز لا ينتشر على نطاق واسع بين المستهلكين بسبب سعره المرتفع وتطبيقاته الأقل. غير أن «سامسونغ» تراهن على تحقيق السبق، والوصول الأسرع لأرباح الطرح المبكر، حتى وإن كان الأمر متعثراً بعض الشيء خلال الأشهر الأولى.
مبررات التأجيل
وبالنسبة لشركة «أبل»، أوضحت التسريبات أن قرارها بالتأجيل حتى عام 2020، وغالباً إلى النصف الثاني منه، يعني أنها اختارت الانتظار لحين وصول شبكات الجيل الخامس إلى مرحلة معقولة من النضج، واتضاح مدى كفاءة التشغيل الفعلي، وكذلك وصول معايير القياس والتقييم إلى درجة معقولة من النضج، فضلاً عن نشوء تطبيقات وخدمات مستندة إلى الجيل الخامس توفر محركاً مبدئياً للطلب على هذه الهواتف، وأخيراً وصول مكونات الهاتف نفسه، خصوصاً البطارية وسعة التخزين والذاكرة الإلكترونية، إلى المستويات المناسبة للاستفادة من السرعات العالية للجيل الخامس.
نمط معتاد
ورأى محللو «سي نت نيوز» أن قرار «أبل» ليس جديداً، بل نمط معتاد من القرارات التي اتخذتها مراراً في السابق، حيث إنها عادة ما تختار الانتظار لحين نضج المعايير والمقاييس والخدمات، وتلعب دوماً على المكاسب المتحققة من وراء الكفاءة على المدى الأطول، مشيرين إلى أن ذلك حدث حينما تأخرت في إدخال خدمات الجيلين الثالث والرابع إلى هواتفها، تاركة الآخرين يتسابقون في البداية.
وقالوا إن «أبل» تبدو على حق بهذه النقطة، لأن تفاصيل الجيل الخامس على صعيد الشبكات والتطبيقات لاتزال غامضة، إذ إنه في الماضي أثبتت الوقائع صحة حسابات «أبل» فيما يتعلق بالتأجيل، لأن الشبكات الجديدة والنسخ الأولى من الهواتف الذكية، ثبت أنها تواجه في البداية مشكلات، كالتغطية المتقطعة، ما يجعل المستهلكين أقل رغبة في القفز إليها مباشرة.
دورة ترقية طويلة
أفادت تقارير إخبارية بأن لدى شركة «أبل» بعض المعطيات التي تدفعها إلى تأجيل إطلاق أول هواتفها العاملة بالجيل الخامس إلى عام 2020، منها أن دورة ترقية الهواتف الذكية لديها طويلة ومركّبة، عكس شركة «سامسونغ» ونظيراتها، حيث تعتبر «أبل» الآن في ذروة تطوير هواتف «آي فون»، وترى أنها في فترة الذروة تحقق مستويات عالية من الولاء، سواء للهواتف أو نظم التشغيل، ما يمكنها من تسويق الخدمات وجمع الأرباح المتكررة من الطرز القائمة والجديدة معاً.