توقعت شبكة «زد دي نت» المتخصصة في تقنية المعلومات أن تعجِّل الأجهزة القابلة للطي واللف «الفولد» بنهاية عصر الحاسبات الشخصية بأنواعها المكتبية والمحمولة واللوحية، مشيرة إلى أن خاصية «اللف والطي» وضعت الأساس الفعلي الواقعي لدمج الهاتف والحاسب الشخصي في جهاز واحد، وإنهاء حالة الانفصال بينهما، وإفساح المجال لموجة تحمل شعار «كل شيء كخدمة»، التي تستند إلى أن «كل شيء متصل بالشبكة»، لتتحقق بذلك التوقعات الخاصة بعصر ما بعد الحاسبات الشخصية التي جرى الحديث عنها قبل نحو 20 عاماً.
جاء ذلك في ضوء الظهور المتتالي للهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون وأجهزة أخرى، تتمتع بخاصية «اللف والطي» منذ مطلع العام الجاري، وكان في مقدمتها باقة التلفزيونات القابلة للطي واللف، التي شهدها معرض «سي إي إس» الأخير، ثم باقة الهواتف القابلة للطي واللف، التي ظهرت في المؤتمر والمعرض العالمي للمحمول الذي عقد في برشلونة الشهر الماضي.
أول التداعيات
وأوضح المحلل في «زد دي نت»، بيل ديتويلر، أن أول التداعيات المترتبة على الهواتف القابلة للطي، يتمثل في أنها ستغير من أوضاع إنتاج وإدارة المعرفة داخل الشركات والمؤسسات، وتجعل الهيمنة في إدارة المعرفة تنتقل من الحاسبات الشخصية إلى الهواتف المطوية، التي ستتحول سريعاً إلى كيان جديد يقوم بوظائف الهاتف والحاسب معاً في جهاز واحد، يطوى في الجيب، خصوصاً لموظفي المكاتب.
وبحسب توقعات ديتويلر، فإن أجهزة مثل «سامسونغ غالكسي فولد» يمكن أن تؤدي في النهاية إلى إزاحة الحاسبات التقليدية كجهاز مهيمن على أنشطة العاملين في مجال إنتاج وإدارة المعرفة لدى الشركات والمؤسسات، لافتاً إلى أنه بالنسبة للذين تعبوا من حمل كل من الهاتف والحاسب، فإن المستقبل أوشك على أن يصبح أكثر إشراقاً مع الأجهزة القابلة للطي مثل «هواوي ميت إكس» و«غالكسي فولد»، وغيرهما من الأجهزة التي تعد الطليعة الأولى لجهاز «كومبو الهاتف الحاسب»، القادر على أن ينجح لدى كل من المستهلكين والموظفين في المكاتب، ليتم الإسراع بظهور عصر ما بعد الحاسب الشخصي.
مواصفات الجهاز الجديد
وحدد ديتويلر مواصفات الجهاز القابل للطي، الذي سيزيح الحاسب الشخصي، بأنه «جهاز على قدم المساواة مع الحاسبات اللوحية الراقية النحيفة جداً المنخفضة في استهلاك الطاقة، لكنه يطوى ويتمتع بشاشة أكبر، كما أنه جهاز يستطيع العمل بلوحة مفاتيح كاملة المقاس، تطوي هي الأخرى عند الحاجة، ويعمل بالفأرة، ويدعم العمل مع شاشة إضافية، ويشغل تطبيقات متنوعة، ويعرض كميات كبيرة من المعلومات، وشاشته تعمل باللمس، ويصل مقاسها لمقاس الحاسب المحمول، مع قلم كتابة». وأضاف أنه «فوق ذلك يتسم بخاصية الاتصال المستمر عبر شبكات الاتصالات المحمولة، ويقوم بكل وظائف الهاتف، فضلاً عن توصيل الصوت والبيانات والصور والفيديو، أما التصميم والشكل فسيكونان أقرب إلى تصميم الهاتف منه إلى الحاسب».
فكرة «ما بعد الحاسب»
وبيّن ديتويلر أن الحديث عن حقبة «ما بعد الحاسب الشخصي» يعود إلى مطلع عام 1999، حينما كتب الأستاذ في معامل علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي بمعهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا»، الدكتور ديفيد كلارك، عن هذه الفكرة باستفاضة، متحدثاً عن حقبة يتراجع فيها الحاسب الشخصي، ويصبح كل جهاز وكل شيء متصلاً بالشبكة، وتظهر الأجهزة ذات الاكتفاء الذاتي والقابلة للبرمجة تماماً، مثل الحاسبات المكتبية والحاسبات المحمولة والحاسبات اللوحية.
وأشار إلى أنه في عام 2012 تجدد الحديث على نطاق واسع عن حقبة ما بعد الحاسبات الشخصية، حيث كتب عالم الحاسبات الشهير، جايسون بولو، عن أن الحوسبة السحابية ستعمل على ما وصفه بـ«تشريد الحوسبة» من بيئة «إنتل» التقليدية التي تهيمن عليها منذ أكثر من 30 عاماً، وتنقلها إلى مراكز البيانات والسحابة الكبرى، التي لا يلعب فيها الحاسب الشخصي دوراً جوهرياً.
صورة رقمية كاملة
قال المحلل في شبكة «زد دي نت»، بيل ديتويلر، إنه أصبح متاحاً حالياً ساعات يد ترسل بيانات صحية لحظياً إلى نظم تعمل عبر الحوسبة السحابية، كما يتم بث الأفلام مباشرة إلى التلفزيون من حاسبات خادمة داخل سحابة كبيرة وليس من محطة إرسال، فضلاً عن إمكانية شراء المشروبات من آلة بيع ذكية تتجمع فيها المواد المشتراة مع نظم الدفع والمتابعة، بصورة رقمية كاملة. وأضاف أنه في هذه السلسلة الطويلة بات الهاتف الذكي يتدخل بصورة أو بأخرى في حياتنا اليومية، ويحتل مكانة تزداد أهميتها مع الوقت.