معارض ومؤتمرات

تركيا تتوجّه شرقاً نحو آسيا الوسطى لتعزيز نفوذها وتوسيع نشاطها التجاري

أولان باتور- تتوجه تركيا شرقاً إلى آسيا الوسطى، وتحاول تعزيز نفوذها، وتوسيع دائرة نشاطها الاقتصادي والتجاري هناك، وفي هذا المسعى تأتي زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إلى منغوليا، اليوم الجمعة، بدعوة من رئيس وزرائها خوريلسوخ أوخنا.
وتحتفل تركيا ومنغوليا في العام المقبل بذكرى مرور 50 عامًا على بداية العلاقات الدبلوماسية بينهما، ويسعى البلدان إلى تعزيز علاقاتهما التجارية، حيث أن التبادل التجاري الذي لا يتجاوز 30 مليون دولار يعد قليلاً للغاية. بحسب ما أعلن عنه بن علي يلدرم، الذي أعرب كذلك عن رغبة بلاده في رفع حجم التبادل التجاري والاقتصادي مع منغوليا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها يلدريم خلال اجتماع ترأسه مع نظيره المنغولي، خوريلسوخ أوخنا، بين وفدي بلديهما بالقصر الرئاسي، في العاصمة أولان باتور التي وصلها في وقت سابق اليوم.
وشدد يلدريم على أن إمكانيات البلدين كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما، مشددًا على أن “حجم التبادل التجاري بينهما حاليًا والبالغ 30 مليون دولار قليل للغاية، حتى ولو أصبح 300 مليون ليس كافيًا”.
وأكد رئيس الحكومة التركية أن “منغوليا تعتبر مثالًا ناجحًا في أوراسيا لما تمتلكه من سجل جيد في موضوعات الديمقراطية المتطورة، والبنية المؤسساتية المتأصلة، وحقوق الإنسان.”
وتابع في ذات السياق قائلا “علاقتنا جيدة للغاية، لأنها نابعة من أواصر تاريخية تضرب بجذورها في أعمال التاريخ، فضلا عما يجمعنا من عادات، وثقافة مشتركة، وتلك العلاقات في تطور مستمر”.
ولفت أن البلدين سيحتفلان العام المقبل بذكرى مرور 50 عامًا على بداية العلاقات الدبلوماسية بينهما، مضيفًا وستكون هذه فرصة عظيمة لتعزيز العلاقات أكثر من ذي قبل”.
وأعرب يلدريم عن امتنانه لاستضافة نظيره المنغولي، خوريلسوخ أوخنا، ووزراء التعليم، والصحة، والدفاع، والبيئة، في تركيا.
وأوضح أن تركيا استطاعت خلال السنوات الـ16 الماضية، تحقيق إنجازات كبيرة في ظل الاستقرار السياسي الذي تنعم به، على حد قوله.
وأشار يلدريم أن حزب العدالة والتنمية لما جاء لسدة الحكم كانت تركيا لديها اقتصاد يدار بدعم من صندوق النقد الدولي، كما هو الحال في منغوليا.
واستطرد “لكن في العام 2013 قمنا بتسديد الديون لصندوق النقد الدولي، وبتنا ندير اقتصادنا بأيدينا وبإمكانياتنا نحن”.
وتابع “في السنوات الـ15 الماضية، ارتفع دخلنا القومي من 230 مليار دولار، إلى 860 مليار، فنحن نمتلك اقتصادا هو الـ13 على مستوى العالم وفقًا لتكافؤ القوة الشرائية”.
وذكر أن “حجم صادراتنا يقترب من 160 مليار دولار، وإجمالي تجاراتنا الخارجية يتجاوز الـ400 مليار دولار. ونحن الاقتصاد السادس على مستوى أوروبا”.
وفي نهاية كلمته أعرب رئيس الوزراء التركي عن شكره لنظيره المنغولي، على حفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق له.

في  أكاديمية الإدارة الوطنية، في العاصمة المنغولية، أولان باتور، أثناء منح بن علي يلدرم دكتوراه فخرية.
في أكاديمية الإدارة الوطنية، في العاصمة المنغولية، أولان باتور، أثناء منح بن علي يلدرم دكتوراه فخرية.

وعقب انتهاء يلدريم من إلقاء كلمته تواصلت المباحثات بين وفدي بشكل مغلق.
وقد وقعت تركيا ومنغوليا اليوم الجمعة سبع اتفاقيات تعاون في مجالات متنوعة، أهمها الزراعة، والنقل، وتكنولوجيا المعلومات.
وذكرت الأناضول أن وزراء البلدين المعنيين، وقعوا اتفاقيات في مجالات الاقتصاد، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات، والإعلام، وإدارة حالات الطورائ، والهجرة، والمكتبات، فضلا عن التعاون بخصوص أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قد التقى، اليوم الجمعة، رئيس البرلمان المنغولي مياغومبو أنخبولد، على هامش زيارته الرسمية إلى أولان باتور.
وقالت الأناضول إن يلدريم عقد اجتماعًا مغلقًا مع أنخبولد، في قصر الدولة بالعاصمة المنغولية.
وحضر الاجتماع من الجانب التركي، نائب رئيس الوزراء هاكان جاويش أوغلو، ووزيرا الثقافة والسياحة نعمان قورتولموش، والمواصلات والاتصالات والنقل البحري أحمد أرسلانويرافق يلدريم، في زيارته كل من نائبه هاكان جاويش أوغلو، ووزيرا الثقافة والسياحة نعمان قورتولموش، والمواصلات والاتصالات والنقل البحري أحمد أرسلان، إضافة إلى رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية المنغولية محمد أردوغان.
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم الجمعة، إن وكالة التعاون والتنسيق “تيكا” نفذت في منغوليا 550 مشروعًا منذ عام 2002.
جاء ذلك في كلمة له بمراسم منحه لقب الدكتوراة الفخرية من أكاديمية الإدارة الوطنية، في العاصمة المنغولية أولان باتور، أشار فيها إلى أن حجم المشاريع التي استثمرتها تيكا في منغوليا بلغت قرابة 40 مليون دولار.
وذكر يلدريم أن تيكا أنهت عام 2017، 30 مشروعًا في 9 مدن منغولية بلغت قيمتها 2.5 مليون دولار.
وأكد أن تركيا ستبذل كل إمكاناتها المتاحة من أجل تنمية أكبر لمنغوليا، وأضاف “هناك مشروع سياحي بخصوص وادي أورخون سيكون مؤثرًا للغاية، وغدًا سنتجه إلى تلك المنطقة لنشاهد آثار أجدادنا”.
وأوضح أن تعاون تركيا مع منغوليا “يأتي في إطار إنساني بحت، وأن تيكا بدأت أنشطتها في منغوليا منذ العام 1994”.
وأضاف أن اليوم شهد افتتاح 30 مشروعًا أقامتها تيكا في منغوليا، 13 منها متعلقة بالتعليم، قائلًا “إن الاستثمار بالإنسان هو أفضل أنواع الاستثمار، ونفذنا هذه المشاريع لنقول إننا إلى جانب أطفال وشبان منغوليا فيما يتعلق بالتعليم”.
وأشار إلى أن تركيا نفذت 9 مشاريع في قطاع الصحة، ووفرت حاضنات لأطفال رضّع من أجل علاج حديثي الولادة في مركز أولان باتور الخاص بصحة الأمهات والمواليد. مبينًا أن تلك الحاضنات تؤمن العلاج لنحو 500 رضيع يولدون مبكرًا سنويًا.
وتطرق يلدريم أيضًا إلى مشاريع نفذتها تيكا بقطاعي الزراعة والثروة الحيوانية في منغوليا التي تعتبر بلدًا يهتم بهذين القطاعين.
وتعهد رئيس الوزراء التركي بمواصلة العمل وبذل الجهود من أجل تعزيز علاقات الصداقة والتضامن بشكل أكبر بين البلدين.
وأكد يلدريم أن المسلات في وادي أورخون تعكس بأفضل شكل التاريخ والثقافة واللغة المشتركة للأتراك والمنغول. وأضاف “إننا كمسؤولي تركيا ومنغوليا نبذل جهودًا كبيرة من أجل نقل تاريخنا المشترك قديمًا إلى يومنا هذا”.
والمسلات الأورخونية، نقش عليها تاريخ أباطرة دولة الـ “كوك تورك”، وكتبت بالأبجدية التركية الأورخونية، وأقيمت على ضفاف نهر “أورخون”، الذي يمر من مدينة “أوتوكان” عاصمة إمبراطورية الكوك تورك، الواقعة اليوم في جمهورية منغوليا.
والأبجدية الأورخونية هي أبجدية تركية محضة، تتكون من 38 حرفاً، دوّن من خلالها الأتراك تاريخهم ولغتهم وثقافتهم، منذ فجر التاريخ حتى اعتناقهم الدين الإسلامي وتبنيهم للحرف العربي في تدوينهم للغتهم بعد ذلك.
وشدد يلدريم أن الوقت قد حان من أجل نقل العلاقات بين البلدين إلى مستوى التعاون الاستراتيجي.
وأوضح أن تركيا تنتهج في علاقاتها مع الدول سياسة خارجية قائمة على نهج يتركز على الإنسان وليس الثروات الباطنية وما فوق الأرض.
وقال بهذا الخصوص، “عندما ننظر إلى علاقاتنا مع الدول فإننا نرى الإنسانية، والصداقة، ولكن اليوم عندما ننظر في أعين الدول التي جاءت الشرق الأوسط، نرى نفطًا، وذات الدول عندما ننظر إليها في إفريقيا نرى الألماس والمعادن والغاز الطبيعي، دون أن يروا الإنسان”.
وذكر أن تركيا تقود كفاحًا في سوريا قائم على مفهوم “أحيي الإنسان لتحيا الدولة، وليكن سلامًا عالميًا”، في وقت تتصارع الدول الأخرى القادمة من بعيد على النفوذ.
يشار إلى أن  يلدريم وصل إلى منغوليا، فجر اليوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين، جاءت تلبية لدعوة وجهها نظيره المنغولي خوريلسوخ أوخنا إليه.

إغلاق