أخبار
احذر «الإدمان الرقمي».. استخدام التكنولوجيا الخاطئ يغير شكل الجسد
في ظل التوسع المتواصل لشبكة الإنترنت وزيادة قاعدة مستخدميها وانتشار الهواتف الذكية في أنحاء العالم كافة، تهيمن التكنولوجيا الحديثة على حياتنا اليومية، لتطغى على احتياجاتنا الإنسانية الأساسية الأخرى.
وقد ربط الكثير من الأطباء في الآونة الأخيرة بين الاكتئاب والقلق وعدم الرضا عن شكل الجسم وبين الإفراط في استخدام الأجهزة والتقنيات الرقمية، وباتوا يشخصون الإدمان الرقمي كأحد الاضطرابات النفسية”، وفي بعض الأحيان يتغير شكل الجسد.
إلا أن الأجهزة والتقنيات الرقمية، كشأن الأطعمة، بعضها أشد ضررا أو أكثر نفعا من البعض الآخر. وإذا أردنا أن نتجنب أضرارها ونجني فوائدها، فعلينا أن نفهم أولا كيف تؤثر هذه الأجهزة على أدمغتنا.
ما هي أضرار الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية؟
وبهذا الصدد، حذرت الدكتورة مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة بكلية طب جامعة القاهرة ونائب وزير الصحة الأسبق، لـ”بوابة الأهرام”: من الاستعمال المفرط للأجهزة الإلكترونية أضرار وتداعيات كثيرة منها على سبيل المثال:
1- إطالة النظر في هذه الأجهزة يؤثر على العين سلبيا نتيجة للأشعة الصادرة عن هذه الأجهزة؛ فيتسبب ذلك الإصابة بالالتهابات المختلفة، وضعف وارتخاء عضلات العين وتغير وضعف القدرة على الإبصار والأكثر شيوعا هو جفاف العين.
2- نتيجة الانحناء غير الآمن أثناء الهواتف الذكية أو الكمبيوتر والألعاب لإلكترونية تحدث آلام شديدة بالرقبة والكتف أسفل الظهر، نتيجة لتوتر عضلي في بادئ الأمر، ثم يلي ذلك تآكل في الغضاريف وحدوث انزلاق غضروفي متتالي.
3- يعاني المفرطون في استخدام الأجهزة الإلكترونية من ضعف التركيز والنوم المتقطع والصداع المستمر والصداع النصفي، وقد يترتب على ذلك أيضا الإصابة بنوبات صرع مؤقتة أو صرع مزمن.
4- يؤدي استهلاك الوقت في متابعة الوسائط الاجتماعية إلي التدهور التعليمي، وإهمال العمل وزيادة الوزن، والسمنة، وكثرة الاعتماد على الأطعمة غير الصحية، وما يترتب عليها من إضرار ارتفاع ضغط الدم والسكر.
5- كما يظهر ضرر اجتماع وخيم وهو التفكك الأسرى نتيجة لقلة الوقت المتاح للتحاور والمشاركة الإيجابية بين أفراد الأسرة الواحدة.
كيف يمكن تفادي ضرر الإفراط في استخدام التكنولوجيا؟
وتنصح، أستاذ الصحة العامة، لتدارك ذلك أن مراعاة الجلوس الصحيح بالرقبة والظهر في وضع مستقيم و وجود مسافة لا تقل عن 30 سم بين مصدر الضوء والعين هام جدا، مضيفة من الضروري الحد من وقت متابعة الأجهزة الإليكترونية، فيما لا يعود بالنفع و إفراد الوقت للأسرة والأصدقاء و مراجعة الطبيب فور ظهور أي عرض من الأعراض السابقة.
ما هو تأثير استخدام التكنولوجيا الحديثة على الصحة النفسية؟
وعن تأثير التكنولوجيا الحديثة على الصحة النفسية للإنسان، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، للتكنولوجيا الحديثة تأثيران تأثير إيجابي وتأثير سلبي.
أما بالنسبة للتأثير الإيجابي، فاستخدام التكنولوجيا الحديثة بكثرة طبقا لنوعية التكنولوجيا المستخدمة فهناك تكنولوجيا تساعد على بناء المجتمعات ورفع القيم، كذلك ساعدت في قرب المسافات بين الأفراد، فضلا عن سهولة لأداء الوظيفي حتى في الناحية الطبية.
كما ساهمت في تقديم محتوى هادف في المعرفة، وتقليص الوقت.
وتابع: أما بالنسبة للتأثير السلبي، فالإفراط في استخدام التكنولوجيا الحديثة يؤثر على القشرة المخية، ويمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى الصراع، بالإضافة إلى ضعف في العصب البصري نتيجة الجلوس لفترات طويلة على الأجهزة.
كما أدى الإفراط في استخدام التكنولوجيا إلى تقليل الأيدي العاملة زيادة نسبة البطالة، كذلك زيادة عمليات النصب الإلكتروني، فضلا عن استغلال هذه التكنولوجيا في الأخطاء الاجتماعية والسلوكية مثل الخيانات الزوجية بسبب السوشيال ميديا.
ونوّه فرويز، لمواجهة هذه التأثيرات السلبية علينا بـ” الوعي” بان يكون هناك حلقات وصل بين الشباب نستمع لهم والتواصل معهم باستمرار وتوجيهاهم للصواب وتفاديهم للخطأ، والتواصل الدائم بين أفراد الأسرة بعضهم البعض.
المصدر : بوابة الأهرام