هواتف
عادات يوميـة تجعـل الاكتئاب شيئاً بعيد المنال
هناك مشكلتان كبيرتان عندما يتعلق الأمر بمواجهة الاكتئاب، الأولى هي عدم جدية تناول الأمر خاصة في عالمنا العربي، الاكتئاب في نظر الكثيرين مجرد حالة مزاجية ستمر، وليست مرضاً قد يصل به الأمر لأن يكون خطيراً..
لذا نجد غالباً عدم موافقة العائلات مثلاً على علاج أحد أفرادها، أو عدم مساندته بدعوى أنه بخير ولا ينقصه شيء، بل ربما يمتد الأمر إلى السخرية منه ومن ضعفه، دون الانتباه إلى أن هذه الأمور كلها من شأنها أن تزيد حالته سوءاً.
المشكلة الثانية هي عدم توفر العلاج المناسب، للأسف في العالم العربي يتم النظر للطب النفسي بطريقة جافة باردة، في معظم الحالات -وليس كلها-خاصة في البلاد الصغيرة..
قد يكتفي الطبيب بالعلاج بالعقاقير، ووصف بعض الأدوية المعروفة لمعالجة الاكتئاب أو غيره من الأعراض النفسية، دون الاهتمام بأهمية الاستماع. على عكس الدول الأخرى، في أمريكا مثلاً يقال أن لكل مواطن هناك طبيب نفسي أو Shrink خاص به، حتى الـShrink لديه Shrink!
مع نظام العلاج النفسي المختلف، يكتفي المعالج بالاستماع باهتمام وبالتفصيل إلى الحالة، ربما توجيه بعض الأسئلة التي تدفعه للتفكير بشكل مختلف، أو حتى مواجهته بحقائق خافية عنه، العلاج بالعقاقير يتم فقط في الحالات الحرجة والمتقدمة، وبحذر شديد.
ما قصدت قوله أنه على الرغم من أهمية وضرورة العلاج من مرض خطير كالاكتئاب، إلا أن في العديد من الحالات، لا يتوفر العلاج المثالي أو الظروف المناسبة لذلك، وهنا نلجأ لبعض الحلول الأخرى التي قد تكون مؤثرة بعض الشيء في التغلب على الاكتئاب أو حتى الانشغال عنه.
الكتابة
الكتابة هي معادل العلاج النفسي بالحكي، لكن هذه المرة أنت وحدك دون وجود طبيب يجلس أمامك ويستمع إليك، الكتابة طريقة مثالية لتفريغ المشاعر، حتى لو لم تكن كاتباً عظيماً، يمكنك فقط كتابة ما تشعر به ببساطة ودون حذلقة، استخدم للغة التي تفضلها، الطريقة التي تفضلها، لكن التزم بكم محدد من الكتابة كل يوم. هذه العملية التي ستصبح بمرور الأيام روتينية، قد تكون سبباً في خروجك من دائرة الاكتئاب لفترة طويلة.
التلوين
تنتشر هذه الأيام الكتب الخاصة الأقرب لكتب تلوين الأطفال لكنها للكبار، برسومات زخرفية أكثر تعقيداً بالأبيض والأسود، عليك فقط تلوينها كما يحلو لك، التلوين يهدئ الأعصاب ويشغل الفكر، وهي طريقة سهلة ورخيصة لترتيب أفكارك والاسترخاء أثناء التلوين.
خمسة أعراض إكتئاب تدفعك لزيارة الطبيب الآن !
المسلسلات الطويلة
نعم لم تخطئ قراءة الكلمة، مشاهدة المسلسلات الطويلة، والطويلة جداً التي تمتد إلى عشر مواسم وأكثر طريقة مثالية للخروج من الاكتئاب، الانشغال بعالم آخر مختلف وشخصيات تنضج وتتغير كل يوم بشكل مثير للاهتمام كافي لشغل عقلك وصرف تفكيرك إلى أشياء أخرى، مسلسلات أمريكية، عربية، تركية أو هندية وحتى الكورية، أي شيء تفضله وتجده مناسباً لك سيكون مثالياً.
الرياضة
الرياضة مفيدة بشكل عام، وهي كما تفيد الجسم تفيد فعلاً العقل، لأنها وسيلة مثالية للتخلص من التوتر والقلق، كما أنها لن تكلفك شيئاً، بعض الجري أو التمشية يكفيان وبشدة.
إليزابيث جيلبرت..من شرنقة الاكتئاب إلى اكتشاف سحر العالم !
الموسيقا
الموسيقا تهذب الروح، هذه جملة صادقة جداً وليست مجرد أكليشية، استمع إلى الموسيقا التي تفضلها بشرط ألا تكون موسيقا شيطانية سريعة أو ميتال، نحن نحاول تخليصك من الاكتئاب وليس إصابتك بالجنون! اختر موسيقى كلاسيكية أو حتى عصرية مناسبة، واستمتع بعذوبة الألحان والكلمات والأصوات.
العلاقات الإنسانية
سواء كانت علاقة صداقة جديدة، حب جديد، هذا الدفء الإنساني -إن كان صادقاً- قادراً على إخراجك من الاكتئاب واضطراباته، نعم هذا النوع من العلاقات لا يمكن أن تجده بمجرد البحث، لكنه بالتأكيد سيصل إليك يوماً ما دون أن تشعر، ليمنحك كل ما تحتاجه وأكثر.
الأعمال الخيرية
فعل الخير يمنح الكثير من القوة والإرادة والأمل، ليس الأمر مقتصراً على الماديات فحسب، وإنما يمتد إلى كل فعل إنساني قادر على تقديمه، “تبسمك في وجه أخيك صدقة”، الانضمام إلى إحدى الجمعيات التي تهدف لمساعدة الآخرين شيء عظيم، زيارة الملاجئ ومداعبة الأطفال ومنحهم بعض من الحب قادر على أن يشحنك كالبطاريات بطاقة هائلة عارمة ربما تكفيك أعواماً. هناك الكثير والكثير من الطرق التي يمكنك بها مساعدة الآخرين، أو منحهم بعض السعادة والتي سترتد حتماً إليك، حتى لو كانت ببساطة إهداء ابنة حارس عقارك لوحاً من الشوكولا اللذيذة.
هذه 7 طرق أعترف أنني أمارسها بانتظام في سبيل الخروج من أوقاتي الصعبة التي أشعر فيها بأنني حتماً أقترب من نهاية العالم، عالمي أنا على الأقل، لكنها دوماً كانت في غاية الفعالية معي، لا يمنع هذا أن الاكتئاب المرضي الذي يمنعك حتى من محاولة القيام ببعضها، لا يصلح معه سوى اللجوء للطبيب والمتخصصين، والتعامل مع الأمر بجدية شديدة، والاعتراف لنفسك أولاً بأنك مريض وتستحق العلاج مثلك كمثل أي مريض آخر في العالم، دون الاكتراث برأي أي شخص آخر في الكون. وتذكر دائماً أن الاكتئاب يقتل، لكن هزيمته ليست مستحيلة.