ابتكاراتبرمجياتتصميم

ازدهار تطبيقات الكتب الصوتية العربية

ليس ثمة شك في أن المتابع لقطاع الشركات الناشئة عربيًا، لاحظ في الفترة الأخيرة ظهورعدة شركات عربية ناشئة تعمل في قطاع الكتب الصوتية، والتي حاولت تغيير مفهومنا حول قراءة الكتب. وراهنت على الكتاب الصوتي كحل مناسب لاكتساب المعرفة واستغلال الوقت بما ينفع.

الكتب الصوتية ليست تقنية جديدة فقد ظهرت لأول مرة عام 1931، عندما أنشأت المؤسسة الأمريكية للمكفوفين ومكتبة الكونغرس مشروع كتب للمكفوفين الذي كان يهدف إلى توفير مواد للقراءة للمكفوفين.

لكن لفت انتباهنا في السنتين الأخيريتين نهضة هذا القطاع والذي خلق وظائف جديدة، و أعاد إحياء وظائف أخرى مثل مهارة “التعليق الصوتي” والتي باتت من المهارات المطلوبة في سوق العمل.

الباحثة في مجال الكتب الصوتية ألاء أحمد ترى أن الكتب الصوتية أداة مهمة في اكتساب المعرفة ربما تسهم في رفع الوعي. قالت: ” الكتب الصوتية قد تكون أداة من أدوات تغيير الوعي العربي في الفترة القادمة”.

تعمل ألاء في مجال التعليق الصوتي منذ خمسة أعوام بدوام كامل، وتقدم الخدمات المتضمنة للتعليق الصوتي مثل الكتب الصوتية، المقالات صوتية، خواطر الدراما، الإعلانات، والوثائقيات.

وعن الحصول على عمل في مجال التعليق الصوتي تخبرنا ألاء بأن الأمر يتطلب ثلاث خطوات؛ وجودك على منصات تشبيك المعلقين الصوتيين مثل سونديلز وهي قاعدة بيانات عربية للمشاريع الصوتية تعمل على الربط بين المواهب الصوتية وبين عملائهم.

ثم حضورك على الشبكة الاجتماعية المهنية لينكد إن، ثم مراسلة الوكالات الإعلانية الموجودة في منطقتك.

مهارة التعليق الصوتي ليست بتلك البساطة ومن تحديات المهنة “الجمع بين الإلقاء والتمثيل، تثمل المشاعر وتقوم بإيصال المشاعر والاحساس الذي يرغب فيه كاتب النص”بحسب وصف ألاء. ثم هنالك مهارات إتقان مخارج الحروف من مخارجها الصحيحة، والإلمام بعلم النحو.

ويتطلب الأمر الإلمام بالتطبيقات والأدوات التي يحتاجها المعلق الصوتي، مثل اختيار برنامج تسجيل الصوت ونوعية الميكروفون، ثم العزل الصوتي. “كنت أدرب نفسي في البداية عن طريق سماعة الجوال”

وعن مدى تقبل المستخدم العربي للكتب الصوتية قالت”أنواع الناس في تلقي المعلومات ثلاثة بصري، وحسي، وسمعي.الكتب الصوتية جاءت لخدمة السمعيين”. علاوة على ذلك الصوت شيء مهم في توصيل المعلومة بسبب ظروف حياتنا المشغولة والسريعة.

ازدهار مشاريع الكتب الصوتية العربية

ليس العرب وحدهم من أطلق مشاريع كتب صوتية فقد تنبه المستثمرين في الخارج لهذا السوق. كتاب صوتي هي شركة سويدية أسسها السويديان سيباستيان بوند، و أنطون بولاك. كان سيباستيان يعمل كمستشار تسويقي لشركة تنتج الكتب الصوتية السويدية للطلاب، لفت انتباهه أن الكثير من الأطفال السوريين الذين فروا من الحرب وجاءوا إلى السويد كلاجئين، لا يتحدثوا السويدية أو الإنجليزية.!

ثم عمل على إنتاج الكتب الصوتية للمدارس وتوفيرها لهؤلاء الطلاب والعمل على دمجهم في المجتمع السويدي مع الحفاظ على هويتهم العربية.

وربما نعيش حاليًا مرحلة ازدهار للمشاريع العربية في هذا المجال. في السعودية أطلقت الريادية منار العميري مشروع ضاد للكتب الصوتية.

ومن دبي أطلق رائد الأعمال اللبناني طارق البلبل مشروع بوكلافاللمجلات والكتب الصوتية. ومن مصر هنالك اسمع كتاب.

وتستمر المشاريع حيث تم الإعلان اخيرًا في البحرين عن موقع الراوي، ومن قطر هنالك مشروع راوي الكتب، و من الكويت مشروع سناك بوكالذي يقوم بتلخيص الكتب.

متاجر بيع الكتب لاحظت هذا السوق الناشئ عربيًا، حيث أعلن متجر جملونلبيع الكتب عن اتفاقية شراكة مع الشركة السويدية ستوريتل “Storytel” من خلال ذراعها العربي ستوريتل أرابيا، تمكّن المستخدم وصول إلى خدمات الاشتراك المدفوعة مسبقاً من “ستوريتل أرابيا” من خلال متجر جملون.

وهناك المزيد من الخدمات مثل: مسموع، و اسمعلي، وإقرأ لي، ومكتبة المنارة العربية، مكتبتي.

تعمل هذه المشاريع العربية ضمن نماذج عمل مختلفة سواء عن طريق اشتراك شهري يتيح لك الاستماع لعدد غير محدود من الكتب، أو عن طريق شراء كل كتاب بشكل منفرد.

إلا أنها تشترك جميعًا في تحديات حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين، والبحث عن المواهب الصوتية. ثم تحديات النشر والتسويق. ومازلنا في البداية.

إغلاق