لا تزال العقبة الأكبر التي تقف عائقا أمام مزيد من الإنتشار لتجارة الموضة الإلكترونية، هي قضية عدم قدرة العُملاء على تجربة الملابس التي يُريدون شرائها عبر الإنترنت، والتأكد من مُناسبتها لهم قبل إتمام عملية الشراء بالفعل. وتُعد تلك المُعضلة هي الحاجز الأخير الذي يجعل من عملية التسوق لشراء الملابس واحدة من المجالات التي لا تزال مُستعصية على المتاجر الإلكترونية العملاقة التي لا تمتلك فروعا فعلية على أرض الواقع كما هو الحال مع “أمازون”.
لم تُوقف تلك العقبات طموحات “أمازون” الجريئة في مُحاولة إقتحام سوق الموضة و الملابس، فقط أطلق العملاق الإلكتروني على مدار العامين الأخيرين ما يُقارب العشرة علامات تجارية خاصة بها في مجال الملابس والأحذية و الموضة. وتُعد آخر تلك العلامات إنضماما الى لواء “أمازون” هي العلامة التجارية “فايند – Find” وهي علامة تجارية راقية أطلقها الفرع الأوروبي لـ”أمازون” في شهر سبتمبر الماضي وتمتلك فريق مُتكامل من مُصممي الأزياء لتُقدم منتجات تتاح حصريا عبر متاجر “أمازون” الإلكترونية.
يبدو أن الشركة تمتلك مُخططا طموحا في هذا المجال، لا يتوقف عند إطلاق علامات تجارية خاصة بها، ولكنه يمتد الى التسويق الناجح لتلك العلامات وغيرها من مُنتجات الموضة و الملابس التي تعرضها “أمازون” للبيع بالفعل من خلال مواقعها الإلكترونية المُختلفة.
وفي سبيل التغلب على تلك العقبة الرئيسية التي رُبما تقف عائقا أمام إزدهار مبيعات الملابس عبر الإنترنت، أعلنت “أمازون” الأسبوع الماضي الإستحواذ على شركة أمريكية تُدعي “بودي لابز – Body Labs” تعمل على تطوير تقنية فريدة خاصة بها تستطيع تحويل صورة إلكترونية شخصية تقليدية الى مُجسم تخيلي يُحاكي شكل الجسد وأبعاده الخاص بصاحب الصورة. ووفقا لتقارير غير مُؤكدة، فقط كلفت الصفقة “أمازون” بين ٥٠ الى ٧٠ مليون دولار أمريكي، لتتملك الشركة، والتقنية التي طورتها، بالإضافة الى فريق جديد من العاملين الموهوبين في تطوير تلك التقنية.
وفي حين لم تكن شركة Body Labs تُعنى بالأساس بإستخدام تلك التقنية في قياس الملابس إلكترونيا دون الحاجة الى زيارة متاجر الملابس التقليدية، حيث كانت الشركة تُسوق لتقنيتها الجديدة أيضا للإستخدام في الألعاب الإلكترونية و غيرها من التطبيقات الترفيهية لتكوين شخصيات تخيلية ثلاثة الأبعاد تحمل شكل وصورة مُستخدم حقيقي. إلا أن الإستغلال الأمثل لتلك التقنية أمام “أمازون” يبدو في مجال سق الموضة وشراء الملابس عبر الإنترنت، حيث سيتكفل حل مماثل في حال نجاحه بزيادة هائلة في إقبال المُستخدمين على التسوق وشراء الملابس عبر الإنترنت.