أخبار
هل يمكنك رصد شخص من صورة أنتجها الذكاء الاصطناعي؟
إذا كنت تعتقد أن بإمكانك التمييز بين الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي وبين الصور الحقيقية، فمن المحتمل أنك مخطئ.
بين الحقيقة والزيف
كتبت سارة بريجيل تقول إن من الصعب أكثر فأكثر معرفة ما إذا كانت الصورة مزيفة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أم حقيقية… وهذا ما اكتشفه مؤلفو دراسة جامعة واترلو عند إجراء بحثهم الجديد.
أعطى معدو الدراسة، التي نشرت في مجلة Advances in Computer Graphics، لـ260 مشاركاً، 20 صورة غير مصنفة: 10 منها لأشخاص حقيقيين تم الحصول عليها من عمليات بحث غوغل و10 أخرى تم إنشاؤها بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي Stable Diffusion وDALL-E.
وكان ما فاجأ الباحثين هو أن المشاركين واجهوا صعوبة أكبر بكثير مما كان متوقعاً في تحديد ما إذا كانت صورة الشخص قد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أم لا.
مهارة الإنسان ضعيفة
طُلب من المشاركين تصنيف الصور على أنها ناتجة عن ذكاء اصطناعي أو حقيقية، لكنهم لم يتمكنوا من القيام بذلك بشكل صحيح إلا في 61 في المائة من الحالات. وكان الباحثون يتوقعون أن يكون هذا الرقم أعلى بكثير، ليصل مثلاً إلى نحو 85 في المائة.
وأشارت أندريا بوكول، المؤلفة الرئيسية للدراسة وطالبة الدكتوراه في علوم الكومبيوتر بجامعة واترلو، إلى أنه سُمح للأشخاص بوقت كافٍ للنظر إلى الصور، مع إيلاء اهتمام وثيق بالتفاصيل مثل الأصابع والمناطق الأخرى التي غالباً ما نرى فيها تعثر الذكاء الاصطناعي في توليد الصور.
وقالت: «الناس ليسوا ماهرين في التمييز كما يعتقدون».
ذكاء اصطناعي «أكثر واقعية»
وأضافت بوكول أيضاً أنه في العادة لا يأخذ الأشخاص وقتاً طويلاً في تقييم الصور التي تأتي في خلاصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم على الإنترنت، بل يلقون نظرة سريعة عليها ثم يتابعون حياتهم. وقالت: «الأشخاص الذين ليس لديهم الوقت.. لن يلتقطوا هذه الإشارات».
وتحدثت أيضاً عن حقيقة أن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر واقعية في العامين الماضيين فقط. وكانت الباحثة قد بدأت دراستها في أواخر عام 2022.
وتابعت بوكول: «المعلومات المضللة ليست جديدة، لكن أدوات التضليل تتغير وتتطور باستمرار… قد يصل الأمر إلى نقطة حيث سيظل الناس، بغض النظر عن مدى تدريبهم، يكافحون بجهد كبير من أجل التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة. ولهذا السبب فإننا نحتاج إلى تطوير أدوات لتحديد هذا الأمر ومواجهته… إنه مثل سباق تسلح جديد للذكاء الاصطناعي».
صور مضللة
وعندما يتعلق الأمر بالمجال السياسي فقد يكون للصور المزيفة الواقعية تأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأحدث مثال هو عندما أنشأ أنصار ترمب العشرات من الصور المزيفة التي تصور الناخبين السود وهم يدعمون الرئيس السابق.
ووفقاً لتقرير جديد صدر يوم الأربعاء الماضي عن مركز مراقبة التكنولوجيا لمكافحة الكراهية الرقمية، يمكن بسهولة استخدام مولدات الصور لإنشاء صور انتخابية مضللة. وأضاف التقرير: «على الرغم من أن هذه الأدوات تبذل بعض الجهد في الإشراف على المحتوى، فإن وسائل الحماية الحالية غير كافية… مع سهولة الوصول والحد الأدنى من حواجز الدخول التي توفرها هذه المنصات، يمكن لأي شخص تقريباً توليد ونشر معلومات مضللة عن الانتخابات».
من الواضح أن شركات الذكاء الاصطناعي لا يزال أمامها الكثير من العمل الذي يتعين عليها القيام به بشأن التزييف العميق ومدى سهولة انتشار المعلومات الخاطئة – لأنه بغض النظر عن مدى تدقيقنا في الصور، فقد لا نكون قادرين دائماً على تمييز ما هو حقيقي فعلاً!